يعتبر هذا الحي الأصغر في باريس من حيث المساحة وعدد السكان، ويضم عدداً كبيراً من العقارات الراقية التي تلاقي إقبالاً من الباريسيين. يتميز هذا الحي بالمباني العالية ذات الهياكل المعدنية بالإضافة إلى البناء من الحجر والنوافذ الكبيرة، وقد كانت تعرف المنطقة بصناعات النسيج والغزل. كما أن المنطقة تتميز بالطابع المعماري الهوسماني والذي يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر. كان الهدف من المشروع المعماري الذي قام الإمبراطور نابليون بالتكليف بتنفيذه هو إعادة بناء المدينة ضمن معيار رفيع المستوى من الرقي. بالرغم من أن الحي لا يضم العديد من معالم الجذب السياحية بالمقارنة مع المناطق الأخرى، إلّا أن المنطقة تتميّز بمستوى معيشي تحسد عليه وذلك بفضل العديد من الشوارع الراقية المخصصة للمشاة. يمكن ملاحظة البراعة والدقة العالية في التصميم في هذه المنطقة، حيث تمتد الشوارع الحيوية بتناغم بالقرب من منطقة بون نوفيل و بإنسجام مع الشوارع الهادئة والأنيقة من منطقة فيفيان أو غايو. تجتذب الهوية المزدوجة للمنطقة المهنيين من الشباب ممن يبحثون عن عقار فاخر في منطقة مركزية حيث تتوفر البنية التحتية ونظام المواصلات.
نظراً لصغر مساحة الحي، فإن عروض العقارات الفاخرة تعتبر محدودة وتشهد تنافساً كبيراً ما بين المشترين. ويقسم الحي إلى أربعة مناطق وهي: غاليو، فيفيان، مايل، وبون نوفيل. تعتبر أول منطقتين من المناطق الأكثر تكلفة، وتتميز المنطقتين بالرقي الذي تبحث عنه العائلات الثرية التي ترغب بشراء شقق رفيعة الذوق والمستوى. تستقطب كل من مونتورغويل و سان دينيس في هذا الحي العديدين بفضل الشوارع المخصصة للمشاة والتي تعتبر مثالية لتقدير فن الحياة الباريسي. على الرغم من أن المنطقة العالمية من سينتير/ بون نوفيل احتضنت الصناعات النسيجية على مدى العديد من القرون، إلا أنها تعتبر الأقل تكلفة لذلك نجد العديد من العائلات الثرية والتجار في هذه المنطقة.